الزمن المتأخّر لغواً أو يكون جمعه سابقاً كذباً.
أمّا لو قلنا بأنّ عثمان هو جامع الذكر الحكيم فهو يخالف ما قيل عن جمع الشيخين للقرآن قبله ، بل كان عليهما أن يُقِرَّا على ما دوّن من قبل عثمان سابقاً.
نعم إنّهم يأوّلون ذلك ويقولون بأنّ جمع عثمان يختلف عن جمع أبي بكر وعمر ؛ لأنّه كان يعني بجمعه توحيدهم على مصحف واحد.
في حين أنّ هذا الكلام غير صحيح أيضاً ؛ لأنّ الصحابة كانت صدورهم أناجيلهم ، وكانوا يتلون القرآن حسبما سمعوه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولانرى اختلافاً بينهم في قرآن صلاتهم.
بلى حكى بعض الصحابة اختلافه مع الآخر في قراءة سورة أو آية ومجيئهم إلى رسول الله وتجويزه (صلى الله عليه وآله) لقراءة القرآن على سبعة أحرف ، كلّ ذلك تصحيحاً لرؤيتهم(١).
إنّ دعوى توحيد الأمّة على مصحف واحد لم يكن مختصّاً بعثمان ابن عفّان ، فقد ادّعي لعمر بن الخطّاب ذلك أيضاً ، وهو يضعّف المشهور عندهم.
فسؤالنا هو : لو كان جمع القرآن لابدّ منه ، فلماذا لا يكون جمعهم على ضوء مصحف ابن مسعود وأُبيّ وعليّ بن أبي طالب عليهالسلام وغيرهم ممّن عُرفوا بالتدوين والكتابة على عهده (صلى الله عليه وآله)؟! بل لماذا تختصّ روايات جمع
__________________
(١) سنناقش هذه الروايات في جمع القرآن على عهد عمر بن الخطاب.