إلاّ الخلافة ميّزتك فإنّني |
|
أنا عاطل منها وأنت مطوّق(١) |
فلم ينكر عليه الخليفة ولا استظهر بطيب مغرسه ، نعم ردّ عليه بقوله : «على رغم أنف الشريف»(٢).
ولأجل ذلك وغيره كان إذا كتَبَ كتاباً أو ألَّفَ مُؤلَّفاً انتشر بعد تأليفه مباشرة ، وملأ الآفاق ، وتكثّرت نسخه في عصره ومن بعده ، وخير دليل على ذلك كتابه المعروف نهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وقد كنتُ متحيّراً حين انتخابي نسخة نفيسة له تفوق على باقي النسخ ببعض الفوائد ؛ وذلك لغرض البحث والدراسة عنها ، فراجعتُ المعاجم والفهارس ، فوقفتُ على المئات من نسخه الخطيّة ، وجلّها يرجع تأريخها إلى قبل القرن التاسع الهجري ، وجملة كثيرة منها بخطوط العلماء والأُدباء مزيّنة بالإجازات والسماعات والقراءات ، وظنّي أنّ كتاب نهج البلاغة هو الكتاب الوحيد الذي حظي بهذا الجانب المهمّ من الاعتناء والانتشار من بين جميع التراث المخطوط الإسلامي بأجمعه بعد كتاب الله (٣).
__________________
(١) ديوان الشريف الرضي ٢/٥٤٤.
(٢) شرح النهج لابن أبي الحديد ١/١١.
(٣) وقد جمع العلاّمة السيّد عبد العزيز الطباطبائي اليزدي رحمهالله فهرستاً من مخطوطات كتاب (نهج البلاغة) التي كانت معروفة إلى ذلك الوقت في كتابه القيّم (نهج البلاغة عبر القرون) ، وكذا عمل العلاّمة المتتبّع السيّد محمّد حسين الجلالي فهرستاً منها في كتابه