ولمّا كان مشايخنا ـ رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين قد أجروا في عروقنا حبّ التراث ومعرفته والمحافظة عليه بمختلف صوره ، ومن منطلق أنّ الخلف الصالح يجري على مسار السَّلف الصالح ، ولأنّ الناقد البصيربمرصد ؛ حاولت أن أنتخب بعين الدقّة نسخةً نفيسةً من كتاب النهج ، فصادفتُ هذه النسخة الكريمة العتيقة ، والتحفة النادرة ، والدرّة الفريدة التي لها شأن من الشأن(١) ، والتي تعدّ من أقدم نسخ الكتاب وأنفسها وأكملها ؛ لشرح يأتي إن شاء الله تعالى.
ولمّا تبيّنت لنا نفاستها وقداستها عزمنا بعون الله تعالى على طبعها في مجموعتنا الفاخرة ، مع ذكر شيء مبسوط يتعلّق بما في هذه النسخة الشريفة من تراجم المشايخ المرتبطة بها من مجيز ومجاز ومَنْ له تأثير في إيصال النسخ الصحيحة للكتاب دون تحريف وتصحيف في القرون الهجرية الثلاثة : الخامس ، والسادس ، والسابع ، مستوعباً في ذلك جوانب البحث ، عسى أن تكون فيه بعض المعلومات المستجدّة ، الخالية من التكرار والاجترار.
__________________
(دراسات حول نهج البلاغة) وكذا في مقدّمة كتابه (مسند نهج البلاغة) ، وكذا يوجد فهرست من نسخه في مجموعة (فهرستگان نسخه هاي خطي حديث) ، وفي (فهرستواره دستنوشته هاي ايران(دنا)) أيضاً ، وعملتُ أنا فهرستاً لنسخه الموجودة في العالم أيضاً وهو عندي.
(١) وذلك من بين عشرات صور النسخ الموجودة من كتاب (نهج البلاغة) والتي جمعتُ صورنفائسها في مكتبتي «مكتبة العلاّمة المجلسي رحمهالله» في قم المقدّسة ، وحتّى الآن عندي أكثر من خمسين نسخة ؛ ولله الحمد.