نشاطه العلمي حول نهج البلاغة :
لمّا كان ابن فندق البيهقي مشهوراً بأدبه وبخبرته في اللغة العربيّة وبحفظه الأشعار والأمثال ، ورأى أنّ كتاب نهج البلاغة :
|
«مملوء من ألفاظ يتهذّب بها المتكلّم ، ويتدرّب بها المتعلّم ؛ فيه من القول أحسنه ، ومن المعاني أرصنه ؛ كلام أحلى من نَغَم القِيان ، وأبهى من نعم الجِنان ؛ كلام مَطلعُه كسُنّةِ البدر(١) ، ومَشْرَعُه مَورِد أهل الفضل والقَدْر ، وكلماتٌ وَشْيُها حِبَر(٢) ، ومعانيها فِقَر(٣) ، وخُطَبٌ مقاطعها غُرَر ، ومبادؤها دُرَر ؛ استعاراتُهاتحكي غمزات الألحاظ المِراض(٤) ، ومواعظها تعبِّر عن زَهرات الرياض ، جمع قائل هذا الكلام بين ترصيع بديع ، وتجنيس أنيس ، وتطبيق أنيق»(٥). |
__________________
(١) سنّة الشيء : صورته.
(٢) الحبر : جمع الحِبَرَة ، وهي البرد اليماني.
(٣) الفِقْرَة : أجود بيت في القصيدة ، وجمعه الفِقَر.
(٤) المِراض : جمع المريضة ، وهي صفة للعين التي فيها فتور ، وذلك من جمالها الذي هام بذكره الشعراء.
(٥) هذا نصّ كلامه في مقدّمة كتابه معارج نهج البلاغة : ٩٦.