إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم |
|
عصائب طير تهتدي بعصائب |
قال الشريف :
نفرُّ إلى الشراب إذا غصصنا |
|
فكيف إذا غصصنا بالشراب |
وهو نظير قول الشاعر :
إلى الماء يسعى من يغصّ بريقه |
|
فقل أين يسعى من يغصُّ بماء |
قال الشريف معرِّضاً :
حمته مذلّته سطوتي |
|
وكيف ينال ذباباً ذبابي |
والذباب الأوّل الحشرة المعروفة والثاني ذباب السيف وهو طرفه الذي يضرب فيه ، وقد أخذ المعنى من قول إبراهيم بن العبّاس الصولي :
نجابك عرضك منجى الذبا |
|
ب حمته مقاذره أن ينالا |
قال الشريف راثياً :
مضى التليع الأعلى لطيّته |
|
واستأخر المنسمان والذنب |
وفي الديوان (التليد) وليس لها معنى والصواب ما ذكرناه وهو من قولهم أتلع الرجل عنقه فهو أتلع وتليع من التلع (محرّكة) وهو طول العنق ، والطيّة بالكسر والتشديد : النيَّة والوجه ، والمنسم كمجلس : خفّ البعير ، والذنب : الذيل ، كأنّه يقول : ذهب كرام الناس الذين يشبَّهون بالسنام وبقي أراذلهم الذين يشبَّهون بالمناسم والأذناب ، وهو نظير قول الخنساء :
إنّ الزمان وما تفنى عجائبه |
|
أبقى لنا ذنباً واستُؤصل الرأس |