والخيل شائلة تشقّ غبارها |
|
كعقارب قد رفِّعت أذنابُها |
ولا ريب أنّ السيّد الشريف في قوله أدقّ منهما معنى وأوجز لفظاً.
قال الشريف :
كالغيث يخلفه الربيع وبعضهم |
|
كالنّار يخلفها الرماد المظلم |
أخذه من قول الشاعر :
وبعضهم يكون أبوه منه |
|
مكان النّار يخلفها الرماد |
قال الشريف في مدح والده :
كلانا له السبق المبرَّز للعلا |
|
وإن كان في نيل العلاء إمامي |
وما بيننا يوم الجزاء تفاوت |
|
سوى أنّه خاض الطريق أمامي |
وله فيه أيضاً من قصيدة :
ولولا مراعاة الأبوّة جزته |
|
ولكن لغير العجز ما أتوقّف |
وقد بلغ فيهما النهاية في مدحه من غير إزراء بأبيه لأنّه جعل تقديم أبيه عليه عن قدرة فيه على المساواة وعن غير تقصير منه وأنّه أفرج له عن السبق معرفة بحقّه وتسليماً لكبر سنِّه.
وقد أخذ المعنى من الخنساء في مدح أبيها وأخيها بقولها :
جارى أباه فأقبلا وهما |
|
يتعاوران ملاءه الحضر |
برزت صحيفة وجه والده |
|
ومضى على غلوائه يجري |
أولى فأولى أن يساويه |
|
لولا جلال السنِّ والكبر |
قال السيّد الشريف :
خفيف على ظهر الجواد تسرُّعي |
|
ثقيل على هام الرجال مقامي |