نظر فيه إلى قول المتنبّي :
كفى بجسمي نحولاً أنني رجل |
|
لولا مخاطبتي إياك لم ترني |
ونظيره قول الخبّاز البلدي :
أنا أخفى من أن يحسّ بجسمي |
|
أحدٌ حيث كنت ـ لولا الأنين ـ |
قال الشريف :
لا تجعلنّ دليل المرء صورته |
|
كم مخبر سمج عن منظر حسن |
وقد ألمَّ فيه بقول محمّد بن محمّد البصري المعروف بابن لنكك المتوفّى عام (٣٦٠هـ) :
إذا أخو الحسن أضحى فعله سمجاً |
|
رأيت صورته من أقبح الصور |
قال الشريف :
وإنّك أحلى في الجفون من الكرى |
|
وأعذب طعماً في فؤادي من الأمن |
وقد أخذ معنى الشطر الأوّل من الشطر الثاني لبيت المتنبّي :
مضى الليل والفضل الذي لك لا يمضي |
|
ورؤياك أحلى في العيون من الغمض |
وقد ردَّ بعض أهل اللغة العربية على أبي الطيِّب في قوله : (ورؤياك) لأنّهم فرَّقوا بين الرؤيا والرؤية فقال : الرؤيا مصدر رأى : (الحلم) ، والرؤية مصدر رأت العين ، ولا شكّ أنّ أبا الطيّب يقصد الثانية لا الأولى.
قال الشريف يصف ليلة زاهرة النجوم :
كأنّ السماء بها لامة |
|
وزهر النجوم مساميرها |