مقـدّمة التحقيـق
بسم الله الرحمن الرحيم
لعلّ كلّ قارىء متتبّع حين يتصفّح تلك الأوراق التي حملت بين أسطرها مناقب أهل البيت وفضائلهم عليهمالسلام يعي جيّداً مدى حجم الخطورة التي حملتها تلك الصفحات على عاتقها منذ وقت روايتها وتدوينها ونزولاً إلى مستقرّها بين يدي قارئها الكريم ، ولا سيّما إذا ما طالعنا تاريخ الظلم والاضطهاد الذي مارسه السّاسة والحكّام تجاه أهل البيت عليهمالسلام وتجاه ما جاء بحقّهم من الفضائل والمناقب التي تكشف أحقّيّتهم وتظهر مظلوميّتهم.
فمنذ اليوم الأوّل الذي قُبض فيه الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) ظهرت بوادر الظلم والجور على تركته ـ الثقل الثاني بعد الكتاب ـ ومُورست تجاههم سياسة القمع والإقصاء ، فأصبحوا مصداقاً لقول أمير المؤمنين عليهالسلام :
إذا ما رأسُ أهلِ البيتِ ولَّى |
|
بدا لهُمُ من الناسِ الجفاءُ(١) |
أخذت هذه السياسة تزداد في تماديها شيئاً فشيئاً على شجرة النبوّة وحملة الرسالة ، حتّى أصبح سبّ أخِ رسول الله وابن عمّه من على المنابر سنّةً أكيدةً لا محيص عنها.
ذلك الرجل العظيم الذي خلّفه الرسول الكريم للمسلمين إماماً ووصيّاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ديوان الإمام عليّ لقطب الدين الكيدري : ٩٧.