اختيارهم ، فجاء في الخبر : «دفعهم الاضطرار إلى جمعه وتأليفه لكثرة ورود المسائل التي لا يعلمون تأويلها ، فنادى مناديهم : من كان عنده من القرآن فليأتنا به ، ووكّلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله فألّفه على اختيارهم».
الثامنة : إخراج الإمام من البيت بالقوّة ، لرواية المسعودي في إثبات الوصية : «واستخرجوه منه كرهاً» وحرقهم باب بيته ، وربّما أخرجوا المصحف المجرّد عن التفسير الموجود معه من بيته كرهاً ، واعتمدوه لعملهم.
التاسعة : الاستخفاف بالإمام عليّ عليهالسلام ومصحفه المشتمل على الأمرين : المنزل والمفسّر ، لقولهم ـ كما في خبر الاحتجاج ـ : «لا حاجة لنا فيه ، نحن مستغنون عنه بما عندنا» وخبر المسعودي في إثبات الوصية : «انصرف به معك لا تفارقه ولا يفارقك» تعريض منهم بحديث الثقلين المتواتر عند الفريقين ، بأنّ العترة لا تفارق القرآن حتّى يردا الحوض.
فإنّهم بهذه الجمل أرادوا الاستخفاف بالإمام عليّ عليهالسلام وبمصحفه بل الاستخفاف بقول رسول الله إنّي مخلّفٌ فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي... ، وبتأمّل بسيط في جملة (فانصرف به معك لا تفارقه ولا يفارقك) تقف على كنه ما نقوله.
العاشرة : بعد اجتماع السقيفة خاف الإمام أن يفتتن الناس ، ففزع إلى كتاب الله تارة أخرى وأخذ يجمعه في مصحف.
وهذا الجمع غير الجمع الأوّلي الذي بدأ به الإمام عليهالسلام وأتمّه في الأيّام