وهتك للمهاجرين والأنصار ، فأجابهم زيد إلى ذلك(١).
الثالثة : أنّ زيداً قال لهم : إن فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر الإمام عليّ القرآن الذي ألّفه ، فقد بطل كلّ ما عملتم.
الرابعة : أنّ الإمام كان موصى من قبل رسول الله(صلى الله عليه وآله) بجمع القرآن كما في رواية الاحتجاج : (كما قد أوصاه بذلك رسول الله(صلى الله عليه وآله)) ، ورواية المسعودي في إثبات الوصية : (قد ألّفته كما أمرني وأوصاني رسول الله كما أنزل).
الخامسة : اقتراح عمر بن الخطّاب قتل الإمام عليّ عليهالسلام ، وقد جاء هذا الأمر صريحاً في رواية الاحتجاج واثبات الوصية للمسعودي ، وفيما رواه عبّاد ابن يعقوب [الرواجني] شيخ البخاري كما في الأنساب للسمعاني(٢).
السادسة : انتخاب خالد بن الوليد لهذه المهمّة ، ثمّ ندم أبي بكر من فعله وأمره بالإمساك عن ذلك ، وهو في الصلاة ، أي أنّ فكرة قتل الإمام عليٍّ وصلت من النظرية إلى التطبيق.
السابعة : الضرورة والمصلحة دعتا الاتّجاه الحاكم أن يدعوا الناس بأن يأتوهم بما عندهم من القرآن لتأليفه وجمعه من جديد ، ثمّ وكّلوا مهمّة الجمع إلى بعض من وافقهم على معاداة الإمام عليّ عليهالسلام مثل زيد بن ثابت ، فألّفه على
__________________
(١) في خبر الاحتجاج «ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة الله ، فألّفه على اختيارهم».
(٢) أنساب السمعاني ٣ / ٩٥.