خشي أن يفتتن الناس ، ففرغ إلى كتاب الله وأخذ يجمعه في مصحف ، فأرسل أبو بكر إليه أن تعال فبايع.
فقال عليٌّ : لا أخرج حتّى أجمع القرآن.
فأرسل إليه مرّة أخرى فقال : لا أخرج حتّى أفرغ ، فأرسل إليه الثالثة ابن عمٍّ له يقال له قنفذ ، فقامت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليها تحول بينه وبين عليٍّ عليهالسلام ، فضربها ، فانطلق قنفذ وليس معه عليٌّ عليهالسلام ، فخشي أن يجمع عليٌّ عليهالسلام الناس ، فأمر بحطب فجعل حوالي بيته ، ثمّ انطلق عمر بنار فأراد أن يحرق على عليٍّ بيته وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، فلمّا رأى عليٌّ ذلك خرج فبايع كارهاً غير طائع»(١).
انظر إلى الترابط الموجود بين مسائل الإمامة والخلافة ومسألة جمع القرآن وهذا ما تناسى بحثه الأعلام في تاريخ جمع القرآن.
ونحن في هذه العجالة قدّمنا بعض النصوص الشيعية ، وقد مرّت عليك أكثر منها وهي ترشدنا إلى عدّة أُمور :
الأولى : أنّهم أقدموا على جمع القرآن بعد أن وقفوا على ما في مصحف الإمام عليٍّ عليهالسلام المفسّر من فضائح القوم.
الثانية : أنّهم أحضروا زيداً وكلّفوه بإسقاط ما كان فيه من فضيحة
__________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ / ٣٠٧ ، تفسير سورة الإسراء / ح ١٣٤ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٨ / ٢٣١ / ح ١٦ ، تفسير نور الثقلين ٣ / ١٩٩ / ح ٣٦٨.