بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله ، فألّفه على اختيارهم»(١).
وفي كتاب سُلَيْم (ت ٧٦ هـ) : «... بعث إليه [أي إلى الإمام عليّ] أبو بكر أن اخرج فبايع. فبعث إليه عليٌّ عليهالسلام : (إنّي لمشغول وقد آليت نفسي يميناً أن لا أرتدي رداء إلاّ للصلاة حتّى أؤلّف القرآن وأجمعه).
فسكتوا عنه أيّاماً ، فجمعه في ثوب واحد وختمه ، ثمّ خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله ، فنادى عليٌّ عليهالسلام بأعلى صوته : يا أيّها الناس ، إنّي لم أزل منذ قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) مشغولاً بغسله ثمّ بالقرآن حتّى جمعته كلّه في هذا الثوب الواحد ، فلم ينزل الله تعالى على رسول الله (صلى الله عليه وآله) آية إلاّ وقد جمعتها ، وليست منه آية إلاّ وقد جمعتها وليست منه آية إلاّ وقد أقرأنيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلّمني تأويلها.
ثمّ قال لهم عليٌّ عليهالسلام : لئلاّ تقولوا غداً : (إِنَّا كُنَّا عَنْ هذَا غَافِلِينَ). ثمّ قال لهم عليٌّ عليهالسلام : لئلاّ تقولوا يوم القيامة إنّي لم أدعكم إلى نصرتي ولم أذكّركم حقّي ، ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته. فقال عمر : أغنانا ما معنا من القرآن عمّا تدعونا إليه»(٢).
وفي تفسير العيّاشي (ت ٣٢٠ هـ) : «... فلمّا قبض نبيّ الله (صلى الله عليه وآله) كان الذي كان لما قد قضى من الاختلاف وعمد عمر فبايع أبا بكر ولم يُدفن
__________________
(١) الاحتجاج ١ / ٣٨٣ ، بحار الأنوار ٩٠ / ١٢٦ ، وقد بيّنا في كتابنا (منع تدوين الحديث) كيف دعاهم الاضطرار ـ بورود المسائل عليهم عمّا لا يعلمون تأويله ـ إلى منع الحديث النبوي وتشريع الأجتهاد في قباله ومن أحبّ فليراجع.
(٢) كتاب سليم / ١٤٨ ، الاحتجاج ١ / ١٠٧ ، بحار الأنوار ٢٨ / ٢٦٤ ، ٨٩ / ٤٠.