(يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) ، وحزقيل ـ مؤمن آل فرعون ـ الذي قال : (أَتَقْتُلُونَ رَجُلا) ، وعليّ بن أبي طالب الثالث وهو أفضلهم»(١).
إنّ رواية الاحتجاج الآنفة فيها دلالة صريحة على أنّ تأليف القرآن بعد رسول الله كان من قبل الإمام عليّ عليهالسلام ، لكن دفعهم الاضطرار بورود المسائل عليهم عمّا لا يعلمون تأويله إلى جمعه وتأليفه... ووكّلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافق الخلفاء على معاداة الإمام عليّ عليهالسلام فألّفه على اختيارهم ، والنصّ هو :
«... فلمّا وقفوا على ما بيّنه الله من أسماء أهل الحقّ والباطل ، وأنّ ذلك إن أظهر نقض ما عهدوه قالوا : لا حاجة لنا فيه ، نحن مستغنون عنه بما عندنا ، وكذلك قال : (فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) (٢) ، دفعهم الاضطرار ـ بورود المسائل عليهم عمّا لا يعلمون تأويله ـ إلى جمعه وتأليفه وتضمينه من تلقائهم ما يقيمون به دعائم... ، فصرخ مناديهم : من كان عنده شيء من القرآن فليأتنا به ، ووكلوا تأليفه ونظمه إلى
__________________
(١) فضائل الصحابة ٢ / ٦٥٥ و٢٦٧ ، تاريخ دمشق لابن عساكر ٤٢ / ٤٣ و٣١٣ ، الفردوس بمأثور الخطّاب ٢ / ٤٢١ ، فيض القدير ٤ / ٢٣٨ ، كنز العمّال ١١ / ٢٧٦ / ح ٣٢٨٩٨ ، شرح النهج ٩ / ١٧٢ ، مناقب ابن شهرآشوب ٢ / ٢٨٦ ، الجامع الصغير ٢ / ١١٥ / ح ٥١٤٩ ، الدرّ المنثور ٧ / ٥٣ ، وشذّ القرطبي في تفسيره ١٥ / ٣٠٦ عن جميع المحدّثين والمفسّرين فذكر أنّ الثالث هو أبو بكر لا عليّ.
(٢) آل عمران : ١٨٧.