على هجوم القوم على بيت الإمام عليّ وحرق الباب وإسقاطهم ابنه محسناً ، ففيه : «... وخرج [الإمام عليّ مع مصحفه] إلى الناس وقد حمله في إزار معه ، وهو ينطّ من تحته ، فقال لهم : هذا كتاب الله قد ألّفته كما أمرني وأوصاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما أنزل.
... فتوجّهوا إلى منزله فهجموا عليه ، وأحرقوا بابه ، واستخرجوه منه كرهاً ، وضغطوا سيّدة النساء بالباب حتّى أسقطت (محسناً) ، وأخذوه بالبيعة فامتنع ، وقال : لا أفعل ، فقالوا : نقتلك ، فقال : إن تقتلوني فإنّي عبدالله وأخو رسوله ، وبسطوا يده فقبضها ، وعسر عليهم فتحها فمسحوا عليها وهي مضمومة»(١).
كما هدّد عمر عليّاً بالقتل في تلك الواقعة ، بقوله : «إن لم تبايع أبا بكر ؟
فقال عليّ : إذاً تقتلون عبدالله وأخا رسوله.
فقال : أمّا عبدالله فنعم وأمّا أخو رسوله فلا»(٢).
وقد يكون فيما رواه أحمد في فضائل الصحابة وابن عساكر في تاريخ دمشق وغيرهم بأسانيدهم إلى عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبيه إشارة إلى غدر القوم بعليّ بن أبي طالب إذ روى : «عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال : الصدّيقون ثلاثة : حبيب بن موسى النجّار ـ مؤمن آل ياسين ـ الذي قال :
__________________
(١) إثبات الوصيّة : ١٢٤ .
(٢) الإمامة والسياسة ١ / ٢٠ تحقيق الزيني.