مرّت بالمصطلحات الحديثية.
فقد تعرّضت مصطلحات الدراية إلى فهم متباين وآراء متعدّدة بين الفقهاء ، إلى أن استقرّ بها المقام بالشكل الذي نستخدمه اليوم. ولاشكّ أنّ تطوّر البحوث العلمية الدؤوبة التي بذل الفقهاء مهجهم فيها وأغنت علم الدراية إلى حدٍّ كبير كانت تقتضي أن تتطوّر اصطلاحات ذلك العلم أيضاً ، فكان على المتأخّرين أن يواكبوا تطوّر المصطلحات أو أن يكون لهم رأي اجتهادي في ذلك.
وفيما يلي نماذج من الاصطلاحات التي ثار حولها نقاشٌ علمىٌ محتدمٌ في طول التأريخ الروائي ، وهي : ١ ـ مصطلح (أسند عنه). ٢ ـ مصطلح (الأثر) ٣ ـ مصطلح (ثَبَتْ) ٤ ـ مصطلح (صحيح الحديث) ٥ ـ مصطلح (القوي).
١ ـ مصطلح (أسند عنه) :
ورد اصطلاح (أسند عنه) في كتاب رجال الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) ، و«لم يستعمل هذا الوصف إلاّ الشيخ (رضوان الله عليه) في كتاب (الرجال) خاصّة دون فهرسته ، ولم يقع ذلك من غيره إلاّ تبعاً منه ، وقد وقع وصفاً في ترجمة (٣٤٤) نفراً»(١). وقد أثيرت حول هذا الاصطلاح مشكلتان :
الأولى : هل أُريد منه صيغة المجهول أو صيغة المعلوم؟
__________________
(١) فوائد الوحيد : ٣١.