الثانية : إلى من يعود ضمير تلك الصيغة؟
اختلف الفقهاء في قرائته ومعناه على أقوال :
أ ـ بصيغة المجهول :
قال الوحيد البهبهاني (ت ١٢٠٦ هـ) : «قرأ التقيّ المجلسي (ت ١١١ هـ) بالمجهول وقال : المراد أنّه روى عن صاحب الترجمة الشيوخ ، واعتمدوا عليه ، وهو كالتوثيق. قوله رحمهالله : (وهو كالتوثيق) لا يخلو من تأمّل ، نعم ربّما يستفاد منه مدح وقوّة»(١).
وقُرىء بصيغة المجهول «وربّما يقال بإيمائه إلى عدم الوثوق»(٢).
وآمن السيّد بحر العلوم (ت ١٢١٢ هـ) بقرائته «بصيغة المجهول ، والمراد به : تلقي الحديث من الراوي سماعاً مقابلة الأخذ من الكتاب»(٣).
وكذلك الشيخ الكلباسي (ت ١٣٥٦ هـ) قال : «بصيغة المجهول ، والمراد به : أنّه روى عنه الحديث مسنداً إلى الغير وأسند الحديث عنه وبواسطته إلى الغير ، جنحَ إليه الفاضل النراقي في العوائد»(٤).
ب ـ بصيغة المعلوم :
قال بها مجموعة من الفقهاء ، إلاّ أنّهم اختلفوا في الفاعل وعمّن روى ، فمرّة عن الإمام الصادق عليهالسلام ، وأخرى عن ابن عقدة ، وثالثة عن الإمام
__________________
(١) فوائد الوحيد : ٣١.
(٢) فوائد الوحيد : ٣١.
(٣) رجال السيّد بحر العلوم ٣ / ٢٨٤ ـ ٢٨٥.
(٤) سماء المقال ٢ / ١٧٥.