السلام»(١).
الأصول الأربعمائة :
وظهرت في هذا القرن مدوّنات شخصية دوّنت أحاديث الإمام عليهالسلام مباشرة ، سُمّيت لاحقاً بالأصول الأربعمائة ، وهي مدوّنات حديثية كتبها تلامذة الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام ، وصدرها يقول : حدّثني جعفر بن محمّد ، أو حدّثني محمّد بن عليّ.
وكانت تلك الأصول من الوثاقة بحيث : «إنّك لا ترى بالاستقراء أحداً من أهل الأصول قد رُمي بالضعف أصلاً ، إلاّ شاذٌّ شديد الشذوذ كالحسن ابن صالح بن حىّ ، ولعلّه ممّن اتّفقت له حالتان كما في كثير منهم ، وبأنّ أكثر هذه الأصول مرويّة عن ابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، والحسن ابن محبوب ونظرائهم»(٢).
والشيخ النعماني محمّد بن إبراهيم (من فقهاء القرن الرابع الهجري) يقول في عرضه لكتاب سُليم بن قيس الهلالي : «وليس بين جميع الشيعة ممّن حمل العلم ورواه عن الأئمّة عليهمالسلام خلافٌ في أنّ كتاب سُلَيم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم من حملة حديث أهل البيت عليهمالسلام ، وأقدمها ، لأنّ جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنّما هو عن
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٩ ـ ٤٠ رقم ٨٠.
(٢) زاد المجتهدين في شرح بلغة المحدّثين : ١٦٤.