فهذا الاعتقاد سرى ـ ببالغ الأسف ـ في العقل الشعبي الجمعي وهيمن عليه حتّى زمن قريب من عصرنا ، وما تزال بصماته محفورة في الذاكرة الاجتماعية لدى البعض من الناس ، ولكن نذكِّر هؤلاء بأنّه يكفي هذه القرية فخراً أنّها انجبت شخصية كالشيخ أحمد بن الحاج محمّد بن أحمد سرحان ، وكذلك أنجبت من العلماء وذوي المعرفة من تقدّم عليه زمناً من أبنائها الذين شاركوا في التنمية الثقافية والروحية للمجتمعات المحلّية التي سكنوا فيها.
وظلّ الجدل قائماً يراوح مكانه بأنّ قرية العكر حتّى مع إنجاب هذا العالم الجليل وغيره من العلماء ما تزال فقيرة في تاريخها الثقافي والمعرفي وهذا حكم ظالم بكلِّ مقاييسه ، فالمجتمعات الإنسانية في أيِّ عصر أو مكان لا تسير دائماً في حركتها على وتيرة واحدة ، بل تتأرجح بين مؤشّرات التقدّم وعوامل التراجع غير الطبيعية بحسب ظروف وعوامل ذاتية أو خارجية تؤثّر في المسيرة الثقافية والاجتماعية والروحية للمجتمعات البشرية حضرية كانت أو قروية.
ومع ذلك فمن حقّ هذه القرية وتاريخها الثقافي أن تستردّ بعض جوانبه المضيئة حتّى وإنْ دفنته زوايا النسيان لفترة مؤقّتة طالت أو قصرت في عمود الزمان ، وغيَّبته عن الوعي الإنساني منغّصات خارجة عن إرادتها أو بسبب ظروف ذاتية خاصّة بالمجتمع القروي للعكر ، فالإضاءة الثقافية بطبيعتها الذهنية والتاريخية لا يمكن طمسها للأبد ، وسوف تظلّ مختزنة في تراثها التاريخي حتّى تتهيّأ القرية للعودة إلى ذاتها.
وممّا لا شكّ فيه أنّه من حقِّ كلِّ الناس بلا استثناء الاعتقاد بشيء معيَّن