مشهودة رصدها مؤرّخو علم التراجم وناسخون محلّيّون للكتب التراثية ، وأنّ العكر مع شقيقتيها (بربورة وسترة) تألّقت بحركتها الثقافية مع تفاوت في مستويات التألّق ، فهو بالنسبة للتراث الثقافي في جزيرة سترة أكثر وضوحاً ، أمّا بالنسبة (للعكر وبربورة) فأخفت ظروف تاريخية معيّنة تراثهم الثقافي حتّى بدأت ظروف استنهاض جديد في البحث عنه والكشف عن بعض خفاياه.
وقصّة هذا البحث موصولة بالمدّ والجزر الثقافيّين ، فكما ضعفت الحركة الثقافية في قرية العكر خلال مرحلة متأخّرة من تاريخها ككلّ قرى البحرين وبلداتها فإنّها كذلك قد شهدت فعليّاً ـ وفي مرحلة متقدّمة سابقة ـ حركة ثقافية نحاول عرضها في هذه الدراسة معزّزة بالأدلّة الثبوتية والأسانيد التاريخيةً.
مصادر دراسة التاريخ الثقافي لعلماء العكر :
يملك الباحثون البحرانيّون المعاصرون مصادر متعدّدة لدراسة التاريخ الثقافي للمجتمع القروي البحراني وبخاصّة في العصور المتأخّرة ، بل إنّ الوقائع تؤكّد أنّه كلَّما اقتربنا من أقرب عصر لنا كانت الفرصة أفضل لدراسة هذا التاريخ لتوافر مصادره وتنوّعها أكثر ، ولكوننا كذلك قريبين أكثر من هذا التاريخ ، ومع ذلك فالصعوبات تظلّ سمة بارزة في العمل الثقافي ، ولا يجد الباحثون متعتهم العقلية والوجدانية في البحث والتقصّي إلاَّ بالتحدّي الثقافي الكامن في بروز مشكلات وصعوبات تواجههم في كتابة هذا التاريخ.
ومن هذه المصادر التي تتفاوت في أهمّيتها العلمية ما يأتي :