التفتيش عن عناصر القوّة في تاريخها يكشف عن كنزها المخفي الذي تجهله الأجيال الحاضرة بسبب انقطاعات غير منطقية في حركة المجتمع عن روافد الخير ومصبّاته ، وليست قرية العكر بدعاً على (الانقطاعات الثقافية) عن ينابيعها الأولى في تاريخها لمدّة من الزمن ، فلا يوجد تجمّع إنساني في قرية بحرانية أو في غيرها من التجمّعات البشرية لم يواجه انقطاعاً مؤقّتاً عن فترة الإبداع الثقافي في تاريخه ، فما تصوّرناه بفقر (ثقافي) عانت منه قرية العكر التاريخية في مرحلة متأخّرة من تاريخها هو كساد فكريّ كان يصيب قرى بحرانية بين حين وآخر ، ولكنّها بحمد الله عادت من جديد فاستجمعت قواها وبدأت تدريجيّاً تستثمر عناصر استنهاضها الحضاري والثقافي من جديد.
ما حدث لقرية العكر :
لقد عرفت هذه القرية التاريخية حركة ثقافية لم يستطع المتقدّمون على عصرنا تدوينها ، فضاعت معالمها حتّى تيقَّن البعض من المتأخّرين أنّ قرية العكر تعاني من فقر ثقافي وكأنّها معزولة عن النهضة الثقافية الوطنية والإنسانية ، وهذا موقف غير إيجابيٍّ وغير سويٍّ ، وهو ليس صحيحاً في بعض مفاصله على الأقلّ ، فالقرية في مرحلة سابقة من تاريخها مكّنت نفراً من أبنائها من المساهمة الجادّة في صنع نهضة ثقافية صنعت التراث الثقافي مع سائر علماء البحرين خلال القرون الهجرية الأربعة ، وفي صنع حركة ثقافية