والدليل العلمي فإنّ عمر النويدرات يزيد عن ثلاثة قرون ونصف وربّما أبعد ، ونحن نميل إلى الاحتمال الأوّل وهو أنّ الحاج عنى نفسه بأنّه (عكري أصلاً ونويدري مسكناً) ، وأنّ عائلته نزحت للنويدرات في زمن متأخّر قبل ولادته في النويدرات ، ولم يحدّد لنا تاريخ هجرتها ، فكلمات الحاشية تتضمّن تقديراً غير دقيق لتاريخ وجود النويدرات ، وهو لم يقصد سوى تعريف الناس بنسبه وأصل بلده ، وليس تقدير العمر الحقيقي لقرية النويدرات.
٥ ـ إنّ هذا المخطوط المؤرّخ بهذا التاريخ هو بالنسبة إلينا أقدم مخطوط نسخه قد تعرّفنا عليه ، ولا نستبعد أن يوجد مخطوط غيره أبعد زمناً ، ولكنّنا هنا نتحدّث بأدلّة ثبوتية لا توقّعات وفرضيّات احتمالية ، وستبقى هذه الحقيقة قائمة حتّى نستفيد من دليل آخر ينطوي على حقيقة مختلفة تؤكّد نسخه لمخطوط سابق قبل تاريخ (١٣٢١هـ) ، فيترتب عليه حقائق جديدة.
٦ ـ قدّم الناسخ الملاّ الحاج حبيب بن يوسف بن الحاج أحمد في وثيقة (١٣٢١هـ) دليلاً واضحاً ومباشراً بأنّه ـ كما تقدّم القول ـ ينحدر عليه رحمة الله سبحانه وتعالى من عائلة علمية ، فبمقتضى مضمون هذه الوثيقة ذكر أنّه من سلالة علمية ، وقد توقّف عند جدّه الخامس المسجّل في الحاشية بشكل غير واضح ، وجميعهم من الجدّ الثاني حتّى الجدّ الخامس هم من علماء الدين ، ولا يستبعد أن يكون جدّه الأوّل الحاج أحمد من العلماء غير المعمّمين مثله أو من المهتمّين بالشأن الثقافي ، والله سبحانه بحقائق الأمور وأسرارها أعلم وأدرى.