الواضح في تفسير القرآن ـ توجد أيضاً روايات تفسيرية عن مقاتل بن سليمان بصورة مختصرة أو مشروحة جاءت في بيان وشرح هذه الآيات التي يشابه محتواها إلى حدٍّ كبير مع ما جاء من روايات الكلبي ومع ما ذكره الوزير المغربي والشيخ الطوسى في تفسيريهما المصابيح والتبيان.
ونذكر هنا بعض ما جاء في تفسير مقاتل بن سليمان في سياق تفسير آيات مختلفة من القرآن الكريم وذلك لأهمّية البحث : فقد جاء في تفسير الآية ٤١ من سورة البقرة : «(وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً) وذلك أنّ رؤوس اليهود كتموا أمر محمّد (صلّى الله عليه وسلّم) في التوراة وكتموا أمره عن سفلة اليهود وكانت للرّؤساء منهم مأكلة في كلِّ عام من زرعهم وثمارهم ولو تابعوا محمّداً (صلّى الله عليه وسلّم) لحبست تلك المأكلة عنهم فقال الله لهم : (وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً) : يعني بكتمان بعث محمّد (صلّى الله عليه وسلّم) عرضاً قليلاً من الدنيا ممّا تصيبون من سفلة اليهود»(١).
وجاء في سياق الآية ٧٦ من سورة البقرة «(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوْا قَالُوا آمَنَّا) يعني صدّقنا بمحمّد (صلّى الله عليه وسلّم) بأنّه نبيّ وذلك أنّ الرجل المسلم كان يلقى من اليهود حليفه أو أخاه من الرضاعة فيسأله اتجدون محمّداً في كتابكم فيقولون نعم إنّ نبوّة صاحبكم حقٌّ وإنّا نعرفه ، فسمع كعب بن الأشرف وكعب بن أسيد ومالك بن الضيف وجدي بن أخطب فقالوا لليهود في السرّ : أتحدّثون أصحاب محمّد (صلّى الله عليه
__________________
(١) تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٠١.