بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ الله لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) (١)». وانظر نموذجاً آخر في سياق تفسير الآية ٧٧ من سورة آل عمران في تفسير الثعلبي(٢) وأبو الفتوح الرازي(٣).
تفسير مقاتل بن سليمان :
أمّا تفسير مقاتل بن سليمان فمن الواضح أنّ المتن الموجود حاليّاً من تفسير مقاتل(٤) لا يمكن أن يُعزا بأسره إلى مقاتل بن سليمان ، فقد أعدّ هذا النصّ بشكل مزجيٍّ وذلك بعد مضيِّ قرن أو قرنين من وفاته حيث عمد أحد الأشخاص إلى جمع الروايات التفسيرية لمقاتل وأضاف إليها إضافات من كتب الآخرين وجاء بالشروح التفسيرية بشكل مزجيٍّ في سياق كلّ آية(٥).
وإذا ما تصفّحنا تفسير مقاتل بن سليمان فإنّه يتبيّن لنا من خلال ما جاء في سياق تفسير آيات مختلفة ـ (سورة البقرة : ٤١ ، ٧٩ ، ١٧٤ ؛ آل عمران : ١٨٧ ، ١٩٩ ؛ المائدة : ٤٤ ؛ التوبة : ٣٤) ـ أنّ في النصّ الموجود من تفسير مقاتل بن سليمان ـ كما هو الحال في تفسير الكلبي الموجود في
__________________
(١) روض الجنان ٢/٢٧ ، تفسير الثعلبي ١/٢٢٤.
(٢) تفسير الثعلبي ٣/٩٨ ـ ٩٩.
(٣) روض الجنان ٤/٣٩٦ ـ ٣٩٧.
(٤) تصحيح عبد الله محمّد بن الشحاته ، بيروت دار إحياء التراث ١٤٢٣ هـ.
(٥) توجد في هذا التفسير بعض الأقوال المنقولة من أشخاص كانت سنة وفاتهم بعد مقاتل (ت ١٥٠ هـ) بسنين متمادية ، منهم أبو العباس ثعلب (ت ٢٩١ هـ) حيث نقل عنه أكثر من خمسة عشر مرّة في تفسير مقاتل ، كما نقل من الفرّاء (ت ٢٠٧ هـ) أيضاً ثلاثين قولاً تقريباً.