المصابيح لها مثل هذه الخصوصية ، حيث إنّ جميع هذه الروايات تقريباً شقّت طريقها إلى تفسير التبيان ومن ثمَّ وجدت طريقها إلى مجمع البيان وقد نسبت بأسرها إلى الإمام الباقر عليهالسلام (١).
إذن لا يمكننا أن نقبل هذا الاحتمال ولا نستطيع أن نقطع بوجود مصدر شيعيٍّ احتوى على هذا العدد من الروايات للإمام الباقر عليهالسلام وكانت في حوزة الوزير المغربي ولم تكن في متناول أحد قبله ولا بعده.
ب ـ أن يكون المراد من أبي جعفر هو محمّد بن جرير الطبري ؛ وهذا الاحتمال أيضاً لا يمكننا قبوله بالرغم من أنّ مراد الوزير المغربي في مواطن كثيرة في المصابيح من أبي جعفر هو أبو جعفر الطبري ، لكن في هذه الرواية وفي أماكن مشابهة فإنّ مثل هذا الفرض غير صحيح ؛ وذلك لأنّ الرواية المذكورة بل وحتّى المضامين المشابهة لهذه الرواية لم نعثر عليها في الطبري.
ج ـ أن يكون المراد من أبي جعفر في خصوص هذا المورد هو أبو جعفر محمّد بن حبيب (ت ٢٤٥ هـ) المعروف بابن حبيب البغدادي ، وهو مؤرّخٌ ، نحويٌ ولغويٌّ كان يسكن بغداد ، وللوزير المغربي معه أوجه اشتراك
__________________
(١) إنّ ما نقله الوزير المغربي عن الإمام الصادق عليهالسلام ـ باسم أبي عبد الله ـ مغاير لكثير مما ينقله عن الإمام الباقر عليهالسلام بعنوان (أبي جعفر) فإنّه من النادر جدّاً أن ينقل في تفسير المصابيح عن الإمام الصادق عليهالسلام ولا يتطرّق إلى موضوع سبب النزول وتعيين أحوال الأفراد والأشخاص والأماكن ، في حين نرى أنّ أغلب المواضيع المنقولة عن أبي جعفر هي في تعيين المبهمات في حوادث صدر الإسلام.