(فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ) واتّخذوه مأكلةً وغيّروا صفته»(١).
مناقشة الاحتمالات المختلفة :
هناك عدّة احتمالات يمكن مناقشتها في كيفية تسلّل هذه الرواية إلى تفسير الوزير المغربي ـ المصابيح في تفسير القرآن ـ ومنه إلى مجموعة من التفاسير والمجاميع الحديثية الشيعية (التبيان ، مجمع البيان ، الصافي ، الأصفى ، بحار الأنوار ، مفاتيح الغيب ، ونور الثقلين).
أ ـ الاحتمال الأوّل : هو أنّ المراد من أبي جعفر في تفسير المصابيح وتبعاً له في التبيان هو الإمام الباقر عليهالسلام ، وذلك يعني أنّ الوزير المغربي عثر على نصّ هذه الرواية في مصدر روائي أو تفسيريّ شيعيّ لم يصل إلينا اليوم.
ـ إنّ هذا الاحتمال تواجهه عدّة إشكالات ؛ الأوّل : إنّنا لم نعثر على مثل هذه الرواية في أيّ مصدر شيعيٍّ قبل الوزير المغربي ، فلو كانت المصادر الشيعية قد تعرّضت لها قبل الوزير المغربي فمن الجدير أن تكون في متناول يد الشيخ الطوسي أيضاً ، وما كان ينبغي للشيخ الطوسي أن ينقل مثل هذه الرواية بعينها من المصابيح.
وإنّ أهمّ ما يرد على هذا الاحتمال من إشكال هو أنّ الوزير المغربي نقل من أبي جعفر الكثير من الروايات في مجال السيرة والتاريخ وأسباب النزول حيث إنّ أغلبها تقريباً لم تتواجد في أيِّ مصدر روائيٍّ أو تفسيريٍّ شيعيٍّ قبله ، وعلى ما أظنّ أنّ هناك حوالي مئتي نقل من أبي جعفر في تفسير
__________________
(١) المغازي ١/٣٢٨.