مقدّمة المؤلّف
قبل الشروع في الغرض المعهود مقدّمات نافعة في ذلك المقصود وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلّت وإليه أنيب :
الأولى : الدعاء لغة هو النداء(١) واصطلاحاً هَو مرادف للسؤال الذي هو طلب الأدنى من الأعلى على هيئة الخضوع والخشوع وعكسه وهو طلب الأعلى من الأدنى على وجه الاستعلاء ويسمّى أمراً ، وأمّا المساوي من مثله ، فذلك التماس ، وقد يقال في تعريف الدعاء أنّه استمداد السافل من العالي إفاضة خير وكمال أو دفع شرٍّ ووبال.
واتّفق الحكماء والمتكلّمون على جوازه وحسنه أمّا الحكماء فقالوا إنّ العلل العلوية وإن كانت علامة الفيض على الذوات القابلة لكن قبول الحوادث قد يتوقّف على حدوث استعداد مستند إلى حادث سابق فجاز أن يكون الدعاء الحادث علّة مقدّمه لحصول المطلوب وجوده وأمّا المتكلّمون فقالوا إنّ المطلوب قد يكون معلوماً وهو عدد حصوله لا محالة فالفائدة في الدعاء وطلبه هو التقرّب إلى الله سبحانه والانقطاع إليه وقد لا يكون معلوماً وقوعه
__________________
(١) لسان العرب ١٤/٢٦٠.