وحصوله ولكن جاز أن تكون إفاضته بالدعاء مشروطة لا يقال : إنّ شرط المطلوب حصوله كونه مصلحة ـ كما يجيء ـ وهو حكيم فلا يخلّ بالمصلحة ، فما الفائدة في الدعاء لأنّا نقول : جاز أن لا يكون مصلحة إلاّ مع الدعاء.
الثانية : يشترط في حسن الدعاء كون المطلوب مقدوراً للمدعوّ ، ممكن الوقوع ، غير مشتمل على مفسدة ، ويشترط حينئذ أن يكون الداعي عارفاً بالله تعالى وصفاته ، وأن يكون عالماً بصفات الأفعال وغاياتها وإلاّ لم يحسن الدعاء.
الثالثة : إنّ الدعاء له سبحانه وقد حثَّ عليه في كتابه العزيز فقال : قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُم(١) وقال : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ(٢) وقال : ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ(٣) وقال : وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ(٤) وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : (الدُّعَاءُ سِلاحُ الْمُؤْمِنِ وَعَمُودُ الدِّينِ وَنُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) (٥) ، وقال الباقر : حدّثني أبي عليهالسلام قال : (مَا مِنْ شَيء أَحَبُّ إِلَى الله مِنْ
__________________
(١) سورة الفرقان ٢٥ : ٧٧.
(٢) سورة الكهف ١٨ : ٢٨.
(٣) سورة غافر ٤٠ : ٦٠.
(٤) سورة البقرة ٢ : ١٨٦.
(٥) عوالي اللئالي ٤/٩ ، مكارم الأخلاق : ٢٦٨ ، بحار الأنوار ٩٠/٢٩٤ ، وسائل الشيعة ٧/٣٨ ، مستدرك الوسائل ٥/١٦١.