الله(صلى الله عليه وآله) وأنّ أبا بكر وعمر هما أوّل من جمعه بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وإليك النصوص في ذلك :
أ ـ جَمْعُ أَبي بكر :
* أخرج البخاري والترمذي بسندهما «عن زيد بن ثابت أنّه قال : أرسلَ إليّ أبو بكر بعد مقتل أهل اليمامة وعنده عمر ، فقال أبو بكر : إنَّ عمر أتاني فقال : إنّ القتل قد استحرّ(١) يومَ اليمامةِ بالناس وإنّي أخشى أن يستحرّ القتل بالقرّاء في المواطن ، فيذهب كثير من القرآن إلاّ أن تجمعوه ، وإنّي لأرى أن تجمع القرآن.
قال أبوبكر : قلت لعمر : كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله ؟ فقال عمر : هو والله خيرٌ ، فلم يزل عمر يُراجعني فيه ، حتّى شرحَ الله لذلك صدري ، ورأيتُ الذي رأى عمر.
قال زيد : وعمر عنده جالس لا يتكلّم ، فقال أبو بكر : إنَّكَ رجُل شابٌ عاقل ، ولا نَتّهمك ، كنتَ تكتبُ الوحي لرسولِ الله (صلى الله عليه وآله) ، فتتبّعِ القرآنَ فاجمعهُ ، [قال زيدٌ] : فوالله لو كلّفَني نقل جَبَل من الجبالِ ما كان أثقَلَ عليَّ ممَّا أمرني به من جمع القرآنِ.
قلتُ : كيفَ تفعلانِ شيئاً لم يفعلهُ رسولُ اللهِ ؟
__________________
(١) أي اشتد وكثر. انظر النهاية في غريب الأثر ١ / ٣٦٤.