فقال أبو بكر : هو والله خيرٌ.
فلم أزل أراجعه حتّى شرح الله صدري للذي شرح الله صدر أبي بكر وعمر ، فقمت فتتبّعت القرآن أجمعُهُ من الرقاع والأكتاف والعُسُبِ وصدورِ الرجالِ ، حتّى وجدتُ من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) ، وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتّى توفّاه الله ، ثمّ عند عمر حتّى توفّاه الله ، ثمّ عند حفصةَ بنت عمر»(١).
*وفي المصاحف لابن أبي داود عن «هشام بن عروةَ قال : لمّا استحرَّ القتلُ بالقرّاءِ يؤمئذ فَرِقَ(٢) أبو بكر على القرآنِ أن يضيع ، فقال لعمر ابن الخطّاب ولزيد بن ثابت : اقعُدا على باب المسجد ، فمن جاءَكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه»(٣).
*وفي الطبقات «عن هشام بن عروة عن أبيه قال : لمّا قُتِلَ أهلُ اليمامةِ
__________________
(١) صحيح البخاري ٤ / ١٧٢ / ح ٤٤٠٢ ، سنن الترمذي ٥ / ٢٨٣ / ح ٣١٠٣ ، والنصّ عن الأوّل وفي البخاري سند آخر أيضاً ، ومثله في المصاحف ١ / ١٥٩ / ح ٢٤ وانظر : ٢٠١ / ح ٧١ ، كنز العمّال ٢ / ٢٤١ / ح ٤٧٥١ (جمع القرآن).
(٢) فِرَق أي خاف.
(٣) المصاحف لابن أبي داود ، وعنه في كنز العمّال ٢ / ٥٧٣ / ح ٤٧٥٤ ، وفي المصاحف لابن اشته عن الليث بن سعد قال : أوّل من جمع القرآن أبوبكر ، وكتبه زيد ، وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب آية إلاّ بشهادة عدلين.