وقد ذكر الزرقاني أسماء مجموعة من الصحابة الذين دوّنوا القرآن على عهده منهم : أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ عليهالسلام ومعاوية وأبان بن سعيد وخالد ابن الوليد وأُبيّ بن كعب وزيد بن ثابت وثابت بن قيس ، ثمّ قال : «وكان (صلى الله عليه وآله) يدلّهم على موضع المكتوب من سورته ، فيكتبونه فيما يسهل عليه من العسب واللخاف والرقاع وقطع الأديم وعظام الكتف والأضلاع ثمّ يوضع المكتوب في بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)»(١).
ثمّ نقل خلال كلامه عن جمع القرآن على عهد أبي بكر عن المحاسبي قوله : «وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت في بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيها القرآن منتشراً ، فجمعها جامع وربطها بخيط حتّى لا يضيع منها شيء»(٢).
فالنبيّ (صلى الله عليه وآله) هو الذي جمع ما أُنزل عليه ـ وذلك بأمره الكتبة بالكتابة ـ وأنّه(صلى الله عليه وآله) رتّبها بقدر ما سمح له العمر وترك إكمال ترتيبها إلى وصيّه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام كي لا يكون القرآن عرضة للتغيير والضياع من بعده وألاَّ تضيّع أمّته القرآن «كما ضيّعت اليهود التوراة»(٣).
فالسؤال هو : لماذا يأمر أبو بكر زيداً بجمع القرآن ، لو كان هو أقرؤهم لكتاب الله ، ألم يكن هو الأولى بالجمع من زيد بن ثابت؟
فلو أنّ أبا بكر قُدّم في الإمامة على سائر الصحابة بالقراءة ، ألا تعني
__________________
(١) مناهل العرفان ١/١٧٨.
(٢) مناهل العرفان ١ / ١٧٤.
(٣) تفسير القمّي ٢ / ٤٥١ وعنه في بحارالانوار ٤٩ / ٤٨ ح ٧.