على وصية النبيّ (صلى الله عليه وآله) لعليّ عليهالسلام بوجود الصحف خلف فراشه(صلى الله عليه وآله) ، وجمع الإمام لها في ثوب أصفر والختم عليها في بيته(١).
لأنّ من المعلوم بأنّ جمع الآيات والسور كانت من واجبات الرسول(صلى الله عليه وآله) لا من واجبات الصحابة ، وذلك لقوام شريعة محمّد(صلى الله عليه وآله) على تلك الآيات والسور ، ولم يكن للرسول (صلى الله عليه وآله) واجب أهمّ من جمع القرآن إلاّ الجهاد.
وأنّ جمع القرآن وتأليفه وترتيبه كان في غاية السهولة للرسول(صلى الله عليه وآله) ، فكيف يمكن تصوّر مسامحة الرسول(صلى الله عليه وآله) وتسويفه بهذا الأمر ؟! ألم يكن هذا القول هو استنقاص بالرسول وتقليل من شأنه.
قال أبو شامة : «قال الشيخ أبو الحسن : كان أُبيّ يتتبّع ما كتب بين يدي رسول الله من اللخاف والأكتاف والعسب ونحو ذلك...» إلى أن يقول :
«قلت : إنّما كان قصدهم أن ينقلوا من عين المكتوب بين يدي النبيّ ولم يكتبوا من حفظهم»(٢) ، وهذا النصّ يشير إلى أنّ جمع القرآن بمعنى نقله من التلاوة إلى الكتابة كان موجوداً على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله).
__________________
(١) تفسير القمّي ٢/٤٥٢ ، كتاب سليم : ١٤٨ ، ونقل ابن شهر آشوب (ت ٥٨٨) في المناقب ٢/٤١ عن أخبار أبي رافع القبطي (ت ٤١ هـ) ما لفظه : إنّ النبيّ قال في مرضه الذي توفّى فيه لعليّ : يا عليّ ، هذا كتاب الله خذه إليك ، فجمعه عليّ في ثوب فمضى به إلى منزله ، فلمّا قبض النبيّ(صلى الله عليه وآله) جلس عليّ فألّفه كما أنزله الله وكان به عالماً.
(٢) المرشد الوجيز إلى علوم القرآن لأبي شامة : ٦٥ (جمع القرآن في زمن رسول الله) عن جمال القراء : ٢٤.