القرآن لم يجمع لورود الناسخ ، ولمّا انقضى نزوله بوفاته(صلى الله عليه وآله) ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك».
وبعد هذا فما هي الفضيلة المدّعاة لأبي بكر وعمر وعثمان إن كان مجموعاً ؟!!
أمّا لو أراد الجمع ـ بالمعنى الدقّي له ـ فهذا لا يتّفق مع ما رواه الصنعاني وابن أبي شيبة في مصنّفيهما وابن سعد في الطبقات وغيرهم في غيرها : من «أنّ الإمام عليّ هو الجامع الأوّل بعد رسول الله ، لأنّه تخلّف عن بيعة أبي بكر لمدّة ستّة أشهر كي يجمع القرآن»(١).
فلو كان أبو بكر قد أمر زيداً بجمع القرآن ـ في خلافته ـ لَما قبل تبرير الإمام عليّ عليهالسلام ، حينما تخلّف عن البيعة له ، بل لزم على أبي بكر أن يرغم عليّاً عليهالسلام على البيعة.
إنّ سكوت أبي بكر عن فعل الإمام عليّ عليهالسلام هو إقرار بصحّة كلامه عليهالسلام ، وأنّ القرآن لم يجمع كاملاً بعد ، وأنّه عليهالسلام كان موصى بفعل ذلك بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وهذا هو الّذي عرفه أبوبكر من رسول الله ، فسكت عنه.
وإنّ كلام المحاسبي الآنف : «جمعها جامع وربطها بخيط حتّى لا يضيع منها شيء» ينطبق على الإمام عليّ(صلى الله عليه وآله) لا على أبي بكر ، خصوصاً بعد وقوفنا
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٢/٣٣٨ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧/١٩٧ باب ٥٣ ح ٢ ، تاريخ دمشق ٤٢/٣٩٩ ، كنز العمّال ٢/ ٥٨٨/٤٧٩٢ ، أنساب الأشراف ١/٥٨٦/١١٨٤ و١١٨٧ ، المصاحف للسجستاني : ١٦ جمع على القرآن في مصحف.