أنّه عليهالسلام إنّما كتب مصحفه للأمّة لا لنفسه ؟
ثالثاً : إنّ ابن حجر وكذا الزركشي يؤكّدان على أنّ القرآن كان مكتوباً وموجوداً على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، لكنّه كان على شكل صحف لقوله تعالى (يَتْلُوا صُحُفاً مُّطَهَّرَةً) وقد جمعها أبو بكر وصيّرها مصحفاً واحداً ، وأضاف الزركشي بأنّ الخليفة أراد بعمله هذا أن يشرك الآخرين في الجمع ، ليكون ما جمعه «إماماً... فأخذ ذلك الإمام ونسخ في المصاحف الّتي بعث بها إلى الكوفة» وهذا الكلام فيه ما فيه ويخالف نصوصاً أخرى.
رابعاً : إنّه إذا صحّ ما قاله البعض من أنّه ـ : «لم يأمر أبو بكر إلاّ بكتابة ما كان مكتوباً» فما الفائدة من عمله هذا ، هل كان عمله هو إعادة للكتابة مرّة أخرى ، أو جمعها من الشتات ؟ فلو عنى إعادة الكتابة فقط لصار آمراً بالاستنساخ لا جامعاً للقرآن.
ولو صحّ ما قاله أبو زهرة : «بأنّ ما كتبه زيد هو ـ تماماً ـ ما كتب في عصر النبيّ وأنّه ليس كتابة زيد ، بل هو ما كتب في عصره وبإملائه...» أو ما قاله الزركشي : «ليشرك الجميع في علم ما جمع ، فلا يغيب عن جمع القرآن أحد عنده منه شيء ، ولا يرتاب أحد فيما يودع المصحف ، ولا يشكوا في أنّه جُمع عن ملأ منهم» فمعناه وجود صحف ، وقد تكون مصاحف غير كاملة على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، والقول بهذا ينقض ما قاله الخطّابي وغيره من : «أنّ