بشاهدين في الدعاوي لها دلالتها ومعانيها ، أقلّ ما فيها أنّ هذا الكلام ادّعاء يجب التثبّت فيه ، وعدم قبوله على إطلاقه ، وهذا لا يتّفق مع قولهم بعدالة الصحابة ، وأن الله قد رضي عنهم وَرَضُوْا عنه ؟
بل كيف يمكن أن يتطابق فعلهم هذا ، مع ما قالوه في الصحابة بما يشبه القول بالعصمة لهم في كلّ شيء.
ألا يعني منهجهم في جمع القرآن أَنَّ الصحابة كانوا جاهلين بالقرآن.
فسؤالي هو : هل الصحابة هم عدول في القرآن ، أو يشهد لهم العدول فيه ، كما جاء في سيرة الشيخين معهم في جمع القرآن ؟!
بل كيف لا يحفظ خليفة المسلمين القرآن حتّى يشهد له رجال بأنّ هذه الآيات من القرآن ، أو لم تكن منه.
بل لماذا لم يكلوا الأمر إلى أقرأ الصحابة ـ حسب رواياتهم ـ ويأخذونه من أبي بكر ، وهو الذي قدّم للصلاة على أنّه الأقرأ ؟!!
قالوا بهذا الكلامَ الباطل في جمع القرآن وهم يعلمون علم اليقين بأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) لم يكن شخصاً عادياً بل رسولا خاتماً دقيقاً في انتخاب الكتبة ومتثبّتاً في تدوين كتاب ربّه ، وقد قال(صلى الله عليه وآله) لزيد بن ثابت ـ حسب ما حكاه هو عن نفسه ، وبعد كتابته لبعض آيات الوحي ـ :
(اقرأه ـ فأقراه فإن كان فيه سقط أقامه ـ ثمّ أخرج إلى الناس).
وعن ابن مسعود أنّه قال : «قال لي النبيّ : إقرأ عليّ ، قلت : يا رسول الله أقرأ عليك وعليك اُنزل ؟ قال : إنّي أشتهي أن أسمعه من غيري قال : فقرأت