النساء»(١) ، وقريب من هذا جاء في كتبهم عن أُبيّ بن كعب وأنّ الله أمر رسوله(صلى الله عليه وآله) على أن يقرأ القرآن على أُبيّ.
ومعنى هذا الكلام أنّ النبيّ كان يشرف على تدوين كتاب ربّه ، ويتأكّد من محفوظات أصحابه ، وبعد تأكّده من صحّة المدوّن والمحفوظ كان يسمح لهم الخروجَ إلى الناس بتلك الآيات والسور ؛ لتعليمهم.
فَإِذا كان ضبط السور والآيات مِنْ قِبَلِ رسول الله(صلى الله عليه وآله) دقيقاً إلى هذا الحدّ فهل من ضرورة إلى إعادة كتابته ثانية ، هذا أوّلا.
وثانياً : ما يعني شهادة رجلين بأنّ هذا المحفوظ عند الصحابي قد كتب بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله) أيضاً ، أو أنّ هذا المكتوب يطابق ما حفظ عند الصحابة ؟ ألا يعني ذلك بأنّ بين الصحابة من يريد أن يضيف آيات في القرآن على أنّها منه ؛ كما يعني أيضاً أنّ الصحابة ـ كأفراد ـ كانوا جاهلين بلفظ القرآن فكيف بعلمه ؟! وأنّ زيد بن ثابت وأبا بكر ابن أبي قحافة كانا يريدان أن يتأكّدا من ذلك.
أليس الإتيان بشاهدين ـ أحدهما الكتابة والآخر الحفظ حسب تعبير ابن حجر ـ في تثبّت الآيات هو مساس بالصحابي وعدالته وكرامته ؟
بل هل يصحّ ما علّله أبوشامة بقوله : «وكان غرضهم ألاّ يكتب إلاّ من عين ما كتب بين يدي النبيّ لا من مجرّد الحفظ ، قال : ولذلك قال في آخر
__________________
(١) صحيح البخاريّ ٤ / ١٩٢٧ ح ٤٧٦٨ من باب البكاء عند قراءة القرآن ، صحيح مسلم ١ / ٥٥١ ح ٨٠٠.