سورة التوبة : لم أجدها مع غيره ، أي لم أجدها مكتوبة مع غيره ؛ لأنّه كان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة»(١).
فلو صحّ هذا الادّعاء ، فهناك من كتب على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، مثل الإمام عليّ عليهالسلام ، فكان عليهم أن يأخذو تلك الآيات والسور منه أو من غيره من أعيان الصحابة المتّفق على جلالتهم كابن مسعود وأُبيّ ، ولا يرفضوا ما قدّمه الإمام لهم ، أو ما كان عند ابن مسعود ومعاذ بن جبل ، ثمّ يبدؤون بكتابة المصحف مِن جديد.
ثالثاً : ما قيمة شهادة العدلين مع وجود المدوّن المأخوذ من فم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند أعيان الصحابة أمثال ابن مسعود والإمام عليّ عليهالسلام وأُبيّ بن كعب ؟
فإنّا لو قلنا ـ بقول ابن حجر ـ : إنّهم أرادوا أن يتأكّدوا من صحّة الآيات عن مصدرين :
١ ـ ما كتب بين يدي الرسول(صلى الله عليه وآله).
٢ ـ وما حفظ في الصدور.
ألا يصطدم هذا المنهج أحياناً مع الآيَةَ التي حكاها لنا كبار الصحابة أمثال ابن مسعود ، والّذي ورد النصّ بصحّة قراءته وتثبّته في القرآن ، لقوله(صلى الله عليه وآله) : (من أراد أن يقرأ القرآن غضّاً طريّاً فليقرأه بقراءة ابن أمّ عبد)
__________________
(١) الاتقان للسيوطي ١ / ١٦٣ ح ٧٥٩.