وقد نسب الوزير المغربي هذا الكلام بشيء من الغموض إلى أبي جعفر من دون الإشارة إلى اسمه ، علماً بأنّ هذه الرواية لم ترد لا في مصادر الحديث والتفسير الشيعي قبل الوزير المغربي ولا في المصادر السنّية المهمّة مثل أبي جعفر الطبري وابن أبي حاتم الرازي.
وقد صببنا جلّ اهتمامنا في هذه المقالة للعثور على المصادر التفسيرية والحديثية القديمة التي قامت بنقل هذه الرواية والروايات المشابهة لها ، عسى أن نتمكّن من خلال ذلك أن نثبت أنّ الوزير المغربي قد ذكر في تفسيره هذه الروايات نقلاً عن تفسير الكلبي (ت ١٤٦ هـ) ، والتي قد نسبها جميعاً إلى أبي جعفر حيث يتبادر إلى الذهن ـ للوهلة الأولى ـ أنّ المراد منه هو الإمام الباقر عليهالسلام ، علماً بأنّ معظم هذه الروايات تقريباً تشترك في كونها تروي القصص القرآنية وأسباب النزول وتعيين المبهمات والأعلام والأماكن المرتبطة بالموضوعات القرآنية ، ولم نعمد في هذه المقالة إلى مناقشة السند وإنّما اتّبعنا أسلوباً تركيبيّاً في مناقشة المتن ومناقشة المصدر فقط.
توطئة :
لقد جاءت في القرآن الكريم آياتٌ عديدةٌ تذمّ اليهود الذين أدركوا عهد النبيِّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) وذلك لكتمانهم الحقائق وتحريفهم التوراة والآيات الإلهية وبيعهم الآيات الإلهية بثمن بخس كما تشير إلى ذلك الآيات القرآنية