فالحقّ أنّ كلّ ما في هذه الآيات هي جمل تفسيرية لآيات قرآنية ، وليست من القرآن بشيء(١) ، فلا يمكن القول بأنّ الصدّيق!! أسقط ما لم يتواتر ، أو ما نسخت تلاوته من القرآن وأمثالها ، فإنّ في هذا الكلام تعريض بأبي بكر والقرآن معاً.
وأنّ عمل أبي بكر يؤكّد ما حكته الشيعة عن منهجهم الخاطئ في جمع القرآن ، وأنّه يدعوا إلى نقصان كثير من آيات القرآن العزيز.
قال العاملي في مرآة الأنوار : «... فتدبّر ولا تغفل عمّا يستفاد أيضاً من أخبارهم الّتي أسلفناها من أنّ جمعهم للقرآن كان بحيث استلزم ترك كثير ممّا ادُّعِيَ أنّه من القرآن ولوبعدم الإثبات ، كما سيظهر غاية الظّهور ومن أنّ الاختلاف في القراءة وغيرها كان موجوداً قبل الجمع ، وأنّ من جملة ما محوه قرآن أُبيّ بن كعب الّذي ورد في أخبارنا أنّه كان له موافقة لقرآن أهل البيت»(٢).
وعلينا إتماماً للبحث أن نكمل ما ذكره الزرقاني من مزايا لهذه الصحف ، فقال : ملاحظة :
«جمع القرآن في صحف أو مصحف على ذلك النمط الآنف بمزاياه السابقة التي ذكرناها بين يديك ، لم يعرف لأحد قبل أبي بكر. وذلك لا ينافي
__________________
(١) حسبما سنوضّحه لاحقاً في القسم الثاني من هذه الدراسة عند مناقشاتنا لروايات التحريف عند الفريقين.
(٢) انظر مرآة الأنوار المطبوع في مقدّمة تفسير البرهان ١ / ٤١.