وإليه تنسب الصُّحُف البَكريّة ، وكان ذلك بعد وقعة اليَمامة الّتي كان انتهاؤها سنة اثنتي عشرة للهجرة...»(١) انتهى كلام الكردي.
فهذا الكلام يشابه ما قالوه في تفسير جملة (اختلاف أُمّتي رحمة) المخالف للمأتيّ عن أهل البيت في تفسيره بأنّه الاختلاف بمعنى السفر إلى القرى والأرياف للتبليغ ، وهذا هو رحمة للمؤمنين بخلاف الاختلاف بمعنى التنازع.
فلو كان الاختلاف ـ بمعنى التنازع ـ رحمةً ، فما يعني قوله(صلى الله عليه وآله) : «لا تختلفوا فإنّ من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا»(٢) وقوله(صلى الله عليه وآله) : «ستفترق أُمّتي إلى نيف وسبعين فرقة ، فرقة ناجية والباقي في النار»(٣).
أترانا مكلّفين في شريعة الله وفهم كتابه أن نقف على الرأي الواحد أم أمرنا بالاختلاف وتعدّد الآراء ؟
فلو كانت التّعدّدية والاختلاف وتعدّد القراءات هي مطلوب الشارع فلم يحصر النبيّ الفرقة الناجية من أمّته بواحدة من الثلاث والسبعين ويقول عن الباقي أنّها في النار ، بل لو صحّ ما قالوه عن الأحرف السبعة فلِمَ يريد عثمان أن يوحّد القراءات؟!
وهل أمرنا الله بالوحدة أم بالفرقة ؟ ولو كانت الفرقة هي مطلوب الشارع
__________________
(١) تاريخ القرآن المجيد : ٢٨.
(٢) صحيح البخاري ٣ / ١٢٨٢ ح ٣٢٨٩.
(٣) مسند الربيع : ٣٦ ح ٤١.