٥ ـ ابن أبي داود : «عن عبدالله بن فضالةَ ، قال : لمّا أراد عمر أن يكتب الإمام أقعد له نفراً من أصحابه ، وقال : إذا اختلفتم في اللغة فاكتبُوها بلُغة مُضرَ فإنّ القرآن نزل على رجل من مضر (١) ، وفي آخر : لا يملينّ في مصاحفنا إلاّ غلمان قريش وثقيف»(٢).
٦ ـ ابن سعد في الطبقات : «عن محمّد بن كعب القُرَظِيِّ ، قال : جمع القرآن في زمانِ النبيّ(صلى الله عليه وآله) خمسةٌ من الأنصارِ : معاذ بن جبل ، وعبادةُ بن الصامت ، وأُبيّ بن كعب ، وأبو أيّوب ، وأبو الدرداء ، فلمّا كان زمانُ عمر بن الخطّاب كتبَ إليه يزيد بن أبي سفيان ، إنّ أهل الشام قد كثروا وربلوا(٣) وملؤوا المدائن ، واحتاجوا إلى من يعلّمهم القرآن ، ويفقّههم ، فأعنّي يا أمير المؤمنين برجال يعلّمونهم.
فدعا عمرُ أُولئك الخمسة ، فقال لهم : إنّ إخوانكم من أهل الشام قد استعانوني بمن يعلّمُهم القرآن ويفقّههم في الدين ، فأعينوني رحمكم اللهُ بثلاثة منكم ، إن أجبتم فاستهمّوا وإن انتدب ثلاثة منكم فليخرجوا.
فقالوا : ما كنّا لنتساهم ، هذا شيخٌ كبيرٌ لأبي أيّوب ، وأمّا هذا فسقيمٌ لأبيّ بن كعب ، فخرج معاذ وعبادة وأبو الدرداء.
فقال عمر : ابدؤا بحمص ، فإنّكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة ،
__________________
(١) المصاحف ١ / ١٧٢ / ح ٣٤.
(٢) المصاحف ١ / ١٧٣ / ح ٣٥و ٣٦ و ٣٧.
(٣) ربلوا : أي كثروا أو كثرتْ أموالهم وأولادهم.