منهم من يلقّن ، فإذا رأيتم ذلك فوجّهوا إليه طائفةً من الناس فإذا رضيتم منهم فليقُم بها واحدٌ ، وليخرج واحدٌ إلى دمشق ، والآخرُ إلى فلسطين.
فقدموا حمص ، فكانوا بها حتّى إذا رضُوا من الناس أقامَ بها عبادةُ ، ورجع أبو الدرداء إلى دمشق ، ومعاذٌ إلى فلسطين ، وأمّا معاذٌ فماتَ عام طاعون عمواس ، وأمّا عبادة فصار بعدُ إلى فلسطين فماتَ بها ، وأمّا أبو الدرداء فلم يزل بدمشق حتّى ماتَ»(١).
٧ ـ ابن سعد : «عن خزيمة بن ثابت قال : جئتُ بهذه الآية : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) إلى عمر بن الخطّاب وإلى زيد بن ثابت ، فقال زيدٌ من يشهد معك؟ قلتُ لا والله ما أدري ، فقال عمرُ : أنا أشهد معه على ذلك»(٢).
٨ ـ «عن يحيى بن جعدةَ ، قال : كان عمرُ لا يقبلُ آية من كتاب الله حتّى يَشْهَدَ عليها شاهدانِ ، فجاء رجلٌ من الأنصار بآيتين ، فقال عمرُ : لا أسألك عليها شاهداً غيرك (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) إلى آخر السورة»(٣).
٩ ـ «عن ابن عبّاس ، قال : قال عمر بن الخطّاب وهو يخطب على المنبر : إنّ الله تبارك وتعالى بعث محمّداً(صلى الله عليه وآله) بالحقّ ، وأنزل معه الكتاب ،
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٥٧.
(٢) كنز العمّال ٢ / ٢٤٤ / ح ٤٧٦٤ ، عن ابن سعد.
(٣) كنز العمّال ٢ / ٢٤٤ / ح ٤٧٦٦ ، تاريخ دمشق ١٦ / ٣٦٥.