فعرضناها عليها حتّى قوّمناها ، ثمّ أمر بسائرها فشقّقت»(١).
المناقشة :
هذه بعض النصوص التي جاء فيها اسم عمر بن الخطّاب.
فترى في النصّ الأوّل منها أنّ الأنصار اقترحوا على عمر بجمع القرآن ، وعمر كره ذلك لهم ، بدعوى أنّ في ألسنتهم لحناً ، مع أنّ أُبيّ بن كعب ـ سيّد القراء ـ هو كبيرهم وعَليُّهم وعليمهم ، وإنّ زيد بن ثابت ـ جامع القرآن في عهد الثلاثة ـ منهم ، بل في خبر الطبقات الآنف تعريض بأُبيّ بن كعب(٢) رغم جلالته.
وقد يمكن أن ترجع علّة عدم ارتضائه بجمع الأنصار للقرآن ليس هو وجود اللحن في ألسنتهم ، بل إلى اعتقاده بأنّ قريشاً فوق الجميع ؛ لأنّهم من سلالة نبيّ الله إسماعيل وإبراهيم بناة الكعبة ، والذين شرّفوا بسدنة البيت الحرام ، وإطعام ضيوف الرحمان وإروائهم.
وأنّ الله مدح الأنصار لكونهم تابعين للمهاجرين لا قرناء لهم ، وقد جاء هذا المعنى صريحاً على لسان عمر في قوله : «لقد كنت أرى ـ لمّا نزلت الآية
__________________
(١) تاريخ المدينة لعمر بن شبة ٣ / ٩٩٠.
(٢) لأنّ قولهم «سقيم» في الخبر ليس معناه عليل ومريض ، بل قد يريدون به القول بما قاله عمر في أُبي بن كعب بأنّه أقرء للمنسوخ؟!!