٩٧ ـ ١٠٠ من سورة التوبة ـ أنّا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا»(١).
واشتهر عن عمر بن الخطّاب أنّه كان يقرأ الآية القرآنية : (السَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَان) كان يقرأها : (السابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار الذين اتّبعوهم بإحسان) فيرفع كلمة الأنصار ويحذف الواو بعدها ، فتكون جملة (الذين اتّبعوهم) هي صفة للأنصار ، ومعناه : إن الله قد رضي عن المهاجرين وعن أتباعهم الأنصار.
وهذا الفهم وهذه القراءة كان لا يقبلها سيّد القرّاء أُبيّ ، بل يرى الفضل لهم كما هو للمهاجرين أيضاً ، فجاء في المستدرك للحاكم «عن أبي سلمة ومحمّد بن إبراهيم التيمي قالا :
مرّ عمر بن الخطّاب برجل وهو يقول للمهاجرين (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) ... إلى آخر الآية.
فوقف عليه عمر فقال : انصرف ، فلمّا انصرف ، قال له عمر : من أقرأك هذه الآية؟ قال أقرأنيها أُبيّ بن كعب.
فقال : انطلقوا بنا إليه ، فانطلقوا إليه ، فإذا هو متّكئ على وسادة يرجّل رأسه ، فسلّم عليه ، فردّ السلام ، فقال : يا أبا المنذر ، قال : لبّيك ، قال : أخبرني هذا أنّك أقرأته هذه الآية؟
__________________
(١) انظر تفسير الطبري ١١ / ٨ ، الدر المنثور ٤ / ٢٦٨.