قال : صدق ، تلقّيتها من رسول الله.
قال عمر : أنت تلقّيتها من رسول الله؟!
قال : نعم أنا تلقّيتها من رسول الله ، ثلاث مرّات كلّ ذلك يقوله ، وفي الثالثة وهو غَضْبان!! نعم والله لقد أنزلها الله على جبرئيل وأنزلها جبرئيل على قلب محمّد(صلى الله عليه وآله) ولم يستأمر فيها الخطّاب ولا ابنه ، فخرج عمر وهو رافع يديه وهو يقول : الله أكبر ، الله أكبر»(١).
ولا يستبعد أن يكون ابن الخطّاب ذهب إلى هذا الرأي ـ مضافاً إلى ما قلناه من اعتقاده ترجيح قريش على غيرهم ـ وذلك لموقف الأنصار من المهاجرين في حياة النبيّ ، وموقفهم من الشيخين في السقيفة وقولهم : منّا أمير ومنكم أمير ، وكذا حبّهم لأهل البيت.
فعمر بن الخطّاب بقراءته الآية (محذوفة الواو) قد تَجَرّأ على كلام ربّ الأرباب ، وحذف شيّئاً منه وأنّه قد قرأها بعد وفاة رسول الله ، ولا يمكن للآخرين أن يبرّروا لعمر بن الخطّاب بأنّه كان لا يعرف قراءة الآية ، لأنّهم قد قالوا عنه بأنّه عرف روح التشريع ، وقد وافقه الوحي على كثير من المسائل دون النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، فكيف لا يعرف قراءة الآية المقرءوة على عهد رسول الله بل لماذا لا يوافقه الوحي هنا ، إنّه كتاب الله الذي صانه الله من التحريف في قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) هذا من جهة.
__________________
(١) كنز العمّال ٢ / ٢٥٦ / ح ٤٨٥٨ ، تاريخ المدينة ١ / ٣٦٢ / ح ١١١٦.