ولا يستبعد أن يكون عمر أراد بعمليّته هذه أن يجمع ما ضاع من القرآن(١) ـ حسب رأيه ، والعياذ بالله ـ بأقلّ إثبات شرعيٍّ ، وهو شاهدان عاديّان!
ولعلّ تأخّر عمر من إعلان مصحفه أنّه هو المصحف الإمام كان لهذا السبب ، فلو صحّ ما احتملناه فسيدخل في القرآن أمثال سورتي الحفد والخلع ، والآيات المدّعاة من قبل الخليفة(٢) أنّها من القرآن.
ويضاف إلى ذلك : أنّ في ـ نصّ السجستاني الأوّل ـ قيام عمر خطيباً في الناس وكذا قيام عثمان ، وهذا يوهم القارىء فلا يدري هل صدور النصّ كان في خلافة عمر أم في خلافة عثمان؟ المهمّ هو عدم وجود شيء في كلامهما ينبىء أنّ أبا بكر قد سبقهما إلى هذا العمل ، وبذلك يكون مصحف عمر هو المصحف الإمام لا مصحف أبي بكر ولا مصحف عثمان المشهوران.
وقد جاء هذا المعنى صريحاً فيما رواه السجستاني في المصاحف «عن عبدالله بن فضالة أنّه قال : لمّا أراد عمر أن يكتب الإمام أقعد له نفراً من أصحابه ...»(٣) ، والذي جاء في الرقم (٥).
وفي كنز العمّال «عن ابن الأنباري في المصاحف : لمّا جمع عمر بن الخطّاب المصحف ... فكتبوا مصاحف أربعة ، فأنفذ مصحفاً منها إلى الكوفة
__________________
(١) إشارة إلى قول عمر : ضاع من القرآن كثير.
(٢) كرجم الشيخ والشيخة.
(٣) المصاحف للسجستاني ١ / ١٧٣ ح ٣٤.