ومصحفاً إلى البصرة ، ومصحفاً إلى الشام ، ومصحفاً إلى الحجاز»(١).
فلا أدري هل أنّ إرسال المصاحف إلى الأمصار كان من فعل عمر أم من فعل عثمان ، أم من فعل كليهما؟
والأهمّ من كلّ ذلك قول عمر عن الآيتين اللّتين كانتا عند خزيمة أو ابن خزيمة : «لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حده ...» فهي تدلّ على عدم توقيفية السور والآيات وهذا لا يقبله البعض من الأعلام.
وبعد هذا يبقى السؤال يتراوح في مكانه ، هل أنّ ترتيب السور والآيات كانت بأمر النبيِّ أم بأمر الصحابة؟
أمّا النصّ الثالث فبعد ما قيل عن وجود الانقطاع في إسناده لعدم درك الحسن البصري عمر بن الخطّاب ، فالنصّ يشير بوضوح إلى عدم جمع القرآن على عهد أبي بكر ، لأنّه لو كان مجموعاً على عهده لما أمر عمر بن الخطّاب بجمع القرآن ، لأنَّ الخبر صريح بأنّ عمر «سأل عن آية من كتاب الله ، فقيل : كانت مع فلان وقتل في يوم اليمامة ، فقال : إنّا لله ، وأمر بالقرآن فجمع ، فكان اُوّل من جمعه في المصحف»(٢) ، وهذا الخبر يخالف ما جاء في البخاري والترمذي عن زيد بن ثابت من أنّ القرآن كان قد جمع على عهد أبي بكر وباقتراح من عمر. فأيّ الخبرين يؤخذ به وأيّهما يترك؟
قد يجاب : بأنّ عمر بن الخطّاب سأل عن تلك الآية أيّام أبي بكر ،
__________________
(١) كنز العمال ٢ / ٢٤٥ ح ٤٧٦٧ عن ابن الانباري في المصاحف.
(٢) المصاحف ١ / ١٧٠ ح ٣٢.