فيكون النصّ مرتبط بأيّام أبي بكر لا بعهد عمر بن الخطّاب ، لكن السؤال يبقى قائماً وهو : ما يعني قول الراوي «فكان أوّل من جمعه في المصحف» والذي جاء في ذيل الخبر؟
أمّا النصّ الرابع فهو يؤكّد بأنّ إِرسال المصاحف إلى الأمصار كان بأمر عمر بن الخطّاب خلافاً للمشهور عند أهل السنّة والجماعة بأنّه كان بأمر عثمان بن عفّان.
كما فيه أنّ عمر سأل عن أعرب الناس وأكتب الناس ، لا أنّ السائل عن هذين الأمرين هو عثمان بن عفّان كما هو المشهور.
وعلينا أن نضيف هنا تساؤلا آخر وهو : هل أنّ سؤالَي عمر عن أعرب الناس وأكتب الناس كان حين الجمع أم من بعده؟ وبمعنى آخر : هل عمر بن الخطّاب كان يريد سعيد بن العاص وزيد بن ثابت لاستنساخ ما كتبه ، أم كان يريدهما في أصل عملية الجمع؟
أمّا النصّ الخامس ففيه أنّ عمر بن الخطّاب : «لمّا أراد أن يكتب الإمام أقعد له نفراً من أصحابه ، وقال : إذا اختلفتم فاكتبوها بلغة مضر».
وهذا يفهم بأنّه كان يريد توحيد القرآن على حرف واحد و «يكتب الإمام» للمسلمين ، وذلك لنزول القرآن على رجل من مضر ، ومعناه : عدم قبول عمر غير لغة قريش مثل : لغة هذيل ، وهوازن و ... في تدوين القرآن ، فقد جاء عن عمر أنّه أنكر على ابن مسعود قراءته (عتّى حين) أي حتّى حين ، وكتب إليه : أنّ القرآن لم ينزل بلغة هذيل فأقرىء الناس بلغة قريش