ولا تقرءهم بلغة هذيل(١).
فسؤالي هو : كيف يجتمع هذا القول مع المرويّ عن عمر عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) : «إنّ هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسّر منه»(٢) أو قوله(صلى الله عليه وآله) : «يا عمر إنّ القرآن كلّه صواب ما لم تجعل رحمة عذاباً أو عذاباً رحمة»(٣) ، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فقد مرّ عليك بأنّ عمر لم يرتض للأنصار أن يجمعوا القرآن ، بدعوى وجود اللحن في ألسنتهم ، فكيف نرى الخلفاء الثلاثة يكلون جمع القرآن إلى زيد بن ثابت الأنصاري ، مع وجود اللّحن في لسان الأنصار.
بل كيف تتطابق تلك الأخبار مع إرسال عمر ثلاثة من الأنصار إلى حمص ودمشق وفلسطين لتعليمهم القرآن ، كما في الرقم (٦).
وقد علّق ابن حجر في فتح الباري على الرواية الآنفة بقوله : «وليس في الذين سميّناهم أحد من ثقيف بل كلّهم إمّا قريشيّ أو أنصاريّ»(٤).
قال ابن قتيبة في كتاب المشكل ما نصّه : «فكان من تيسير الله تعالى أنّ أمر نبيّه أن يُقرىء كلّ أُمّة [لعلّه يريد بالأمّة القبيلة] بلغتهم وما جرت به عادتهم.
__________________
(١) البيان في تفسير القرآن : ١٨٥.
(٢) صحيح البخاري كتاب فضل القرآن :
(٣) جامع البيان ١ / ١٠.
(٤) فتح الباري ٩ / ١٩.