(أسأل اللهَ معافاتَه وَمغفرَتَه ، وَإِنَّ أمَّتي لا تطيقُ ذلك). ومن أنّه(صلى الله عليه وآله)لقَي جبريلَ فقال : (يا جِبْريلُ إنّي أرْسلتُ إلى أُمَّة أُمِّيَّة فيهم الرجلُ والمرأة ، والغلام والجارية ، والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتاباً قطّ)»(١) الخ.
فلو صحّ هذا فكيف يريد عمر أو عثمان أن يوحّدا الأمّة على قراءة واحدة ، في حين أنّ الله ورسوله أرادا التيسير للأمّة كما يقولون!!
أمّا النصوص الثَّلاثَةُ الأخيرة المتبقّية فليس فيها دلالة على جمع عمر للمصاحف أو توحيدهم على قراءة واحدة.
بل في النصّ السادس ترى استعانته بخمسة من الأنصار الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ثمّ خروج معاذ بن جبل وعبادةَ بن الصامت وأبو الدرداء دون أُبيّ بن كعب وأبي أيّوب الأنصاري إلى تعليم أهل حمص ودمشق وفلسطين القراءة ، وذلك بطلب من والي الشام يزيد بن أبي سفيان.
فلا أدري ما هي أُصول سياسة عمر مع الأنصار في القرآن؟ هل يُأخذ بمصاحفهم وقراءاتهم أم لا؟ إذ نراه تارة يقرّبهم ويستعين بهم ، وأخرى يبعّدهم ؛ بدعوى أنّ في ألسنتهم لحناً.
بل أين إسم زيد بن ثابت من بين هؤلاء الخمسة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله)!!
وهل أنّ عمر بن الخطّاب كان ينتقي بعضاً من هؤلاء الأنصار دون
__________________
(١) مناهل العرفان ١ / ١٠٣.