أبيّ : أنا أقرأتهم ، فقال عمر لزيد : اقرأ فقرأ زيد قراءة العامّة ، فقال : اللهمّ لا أعرف إلاّ هذا ، فقال أبي : والله ـ يا عمر ـ إنّك لتعلم أنّي كنت أحضر ويغيبون وأدعا ويحجبون ويصنع بي ، والله لئن أحببت لألزمنّ بيتي فلا أحدّث أحداً بشيء(١).
أمّا النصّ السابع ففيه دعم عمر لخزيمة وَتَأْييدهُ لنقله ، وليس فيه دلالة على صدور ذلك الخبر في عهده ، فقد يكون صادراً في خلافة أبي بكر أو في عهد عثمان ، ومثله هو حال النصّ الثامن.
أمّا النصّ التاسع فهو صريح بأنّ عمر بن الخطّاب كان يعتقد بوجود آية الرجم في القرآن ، كما أنّه يعتقد بوجود آية : «لا ترغبوا عن آبائكم فإنّه كفرٌ بكم ، أو أنّ كفراً بكم إن ترغبوا عن آبائكم» فقد قال عمر : «لولا أن يقال : زاد عمر في كتاب الله ، لكتبتها بيدي».
وهذه الروايات يجب بحثها ودراستها في القسم الثاني من دراستنا هذه (مناقشة روايات التحريف) وقد نشير إلى بعضها بعد قليل انشاء الله تعالى تمهيداً لذلك القسم.
أمّا النصّ العاشر ـ بكلا نقليه ـ فهو صريح بأنّ عمر بن الخطّاب مات ولم يجمع القرآن ، وقد كفانا هذا النصّ ما يستدلّ به على جمع عمر للقرآن كما كفى الباحثين في تاريخ جمع القرآن مؤنة البحث عمّا اشتهر على لسان
__________________
(١) المصاحف ٢ / ٥٦٠ / ح ٥١٦ وانظر ٢ / ٥٦٢ / ح ٥٢١ أيضاً.